القدس - قال عبدالمالك الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات الفلسطينية، بالتل إنه يرفض دخول رجال الأعمال على خط السياسة المحلية في البلاد، مشدداً على أن استقلالية شركته عن هذا النوع من النشاط سمح لها بالعمل في قطاع غزة والضفة الغربية رغم الاختلاف السياسي بين حركتي فتح وحماس. وأكد الجابر، الذي تعمل شركته باستخدام مقاسم تحويل في بريطانيا بسبب منع إسرائيل لها إدخال أجهزتها إلى الأراضي الفلسطينية، أنه استعان في فترة ما بخدمات شركات إسرائيلية لإبقاء التواصل بين السكان، مضيفاً، في حديث لبرنامج أسواق الشرق الأوسط CNN إن رجال الأعمال بوسعهم التوصل للسلام خلال خمس دقائق من المفاوضات لأنهم ينظرون للمستقبل. الجابر، الذي تقدم شركته خدمات لأكثر من مليوني مشترك، في منطقة ملتهبة بسبب العنف، يساهم عبر نشاطات بالتل في 12 في المائة من إجمالي الناتج المحلي الفلسطيني. ولدى سؤاله عن كيفية ممارسة العمل في غزة المحاصرة، والضفة التي يقطّع أكثر من 600 حاجزأمني إسرائيلي أوصالها، إن الأمر ليس سهلاً أبداً، بل هو أشبه بالكابوس بسبب التحديات.
وأضاف: في الواقع، فإن الحواجز تعتبر مشكلة بسيطة إذا ما قارناها بمشكلة المعدات، فالسلطات الإسرائيلية لا تسمح لنا بإدخال أجهزة استقبال وتحويل الاتصالات إلى أراضي السلطة الوطنية، لذلك فهي موجودة في لندن.
وتابع: إذا أردت الاتصال بسكرتيرتي في المكتب المجاور، فستذهب المكالمة إلى لندن أولا، ثم تعود بمقسم التحويل إلى هنا، ونحن المشغل الوحيد الذي يعمل بهذه الطريقة اليوم في العالم.
روابط ذات علاقة
وعند سؤاله حول كيفية محافظة الشركة على نشاطات مربحة في ظل هذه الأوضاع قال: لقد تأسست الشركة في مثل هذه البيئة الصعبة، ولذلك على المرء أن يعرف كيفية الاقتصاد في النفقات والخروج بأفكار خلاقة لجعل شركته مربحة.
وعن العمل في قطاع غزة، الذي تديره منذ أكثر من عام حكومة تغلب عليها حركة المقاومة الإسلامية حماس بخلاف الضفة الغربية، حيث تتواجد حركة فتح قال: كان هذا تحدياً كبيراً لنا منذ اليوم اليوم، لأن هناك وحدة سكانية بين الضفة وغزة، وهناك زبائن يجب خدمتهم، واضطررنا إلى استخدام وسائط اتصال إسرائيلية لإبقاء الخدمات.
وأضاف: الجميع يعلم أن هناك خلافاً بين الحكومتين، لذلك كانت مقاربتنا للأمور أننا شركة مستقلة وتقدم خدمات ولا تريد الدخول الصراع السياسي.
الجابر، الذي كان رجل أعمال ناجح في كندا إن الدافع الأول لعودته إلى الأراضي الفلسطينية كان شخصياً إذ قال: لم أكن يوماً عضواً في منظمة التحرير أو في حركة المقاومة، بل تمتعت بما قد يراه البعض 'حياة مدللة' عبر الدراسة والعيش في الخارج، لذلك أشعر أن هناك ديناً علي أن أقضيه لوطني.
وأضاف: والأمر الثاني هو أنني أرى نفسي من نوع رجال الأعمال الذين يرون فرصاً استثمارية في الأسواق الصعبة.
ورفض الجابر أن يكون لرجال الأعمال دور في التوجه المستقبلي للبلاد، رغم مرارة السياسة على يد السياسيين المحليين، فاعتبر أنه عند الحديث عن دخول القطاع الخاص يظن الجميع أننا سنؤسس حكومة جديدة، ولا أظن أن هذا سيكون أمراً جيداً.
وأصر الجابر على صحة ما كان يردده دوماً حول قدرة رجال الأعمال من الأطراف المختلفة على تحقيق السلام بعد مفاوضات لن تستمر لأكثر من خمس دقائق، غير أنه شدد على أن المسؤولين السياسيين هم من سيوقع المعاهدات، وعمل رجال الأعمال يقتصر على جعل من هم في موقع المسؤولية قادر على رؤية ما نراه، لأننا ننظر نحو المستقبل.
يذكر أن الجابر كان مستشاراً في وزارة التخطيط الفلسطينية قبل انتقاله إلى بالتل علماً أن الشركة هي المزود الوحيد لخدمات الهاتف الجوال في أراضي السلطة الوطنية.