وقعت الاتصالات الفلسطينية أمس على مذكرة تفاهم مع منتدى العلماء الصغار، يتعاون الطرفان بموجبها على تأسيس عدة مراكز لتشجيع التفكير والإبداع في مناطق مختلفة من فلسطين . و يهدف المشروع إلى ايجاد بيئة مواتيه للأطفال ليظهروا ويمارسوا ما لديهم من إبداعات وطاقات متميزة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وذلك ضمن استراتيجية المسؤولية الاجتماعية التي قررت الشركة تخصيصها للإبداع و التميز خلال العام الحالي و القادم، لتشجيع وتحفيز التفكير الإبداعي و التميز عن طريق التعليم.
 
 وحول إطلاق المشروع في هذا الوقت بالذات قال مصعب خورما، المدير العام للاتصالات الفلسطينية بالرغم من حزننا على شهدائنا (رحمة الله عليهم) و بالرغم من الظروف الحرجة التي تمر بها بلادنا، عزمنا أن نطلق مشروع دعم الابداع و التميز في فلسطين، فهذا المشروع يؤسس لمستقبلنا و مستقبل أطفالنا تحت مظلة تنمية العلم والمعرفة واستكشاف الطاقات والإبداعات الكامنة في مجتمعنا الفلسطيني.
 
 وأضاف نتوقع أن تزيدنا الظروف المحيطة اصرارا على المضي قدما في تطوير قدراتنا و صقلها ، فنحن نعيش تحديا دائما لا يهدد فقط حياتنا بل يتحدى أيضا قدرتنا على التفكير و تحقيق النجاحات. نرى أن هذه هي الفترة الأنسب لإطلاق هذا المشروع حيث نوسع الامكانات أمام الطفل الفلسطيني ليثبت للعالم قدرته على الابتكار و التميز بالرغم من ظروف حياتيه غير الاعتيادية.
 
 وتعتبر الاتصالات الفلسطينية مع هذه الخطوة، من أولى الشركات في فلسطين التي تبنت نهج الإبداع والتميز في التعليم من خلال خطة مدروسة مبنية على أسس ومقاييس علمية. حيث أجرت الاتصالات مسحا داخليا شارك به جميع موظفي الاتصالات، عبروا من خلاله عن رغبتهم تبني قضايا الإبداع والتميز وتحفيز مختلف فئات المجتمع على الإبداع في مختلف المجالات.
 
 نهج علمي
 
 وأوضح خورما قائلا لقد توصلنا إلى فكرة تبني هذا المشروع عن طريق استشعار توجهات موظفي الاتصالات والذين يمثلون فئات مختلفة من مجتمعنا الفلسطيني، واتبعنا نهجا علميا بحتا للحصول على نتائج دقيقة وقابلة للقياس، وذلك من خلال إجراء مسح داخلي خاص استطلعنا فيه آراء الموظفين، حول اختيار القضية التي تستحق الدعم والرعاية، وقد أجمع المعظم على اختيار قضيتي الإبداع والتميز عن طريق التعليم ولذا قررنا خصهما بالرعاية والدعم.
 
 هذا و بتوقيع مذكرة التفاهم ( التعاون)ستبدأ الاتصالات بتنفيذ المشروع الأول الذي سيشجع الإبداع والتميز بين الأطفال، وسيصب في اتجاه النهوض بمنهجية الإبداع وتشجيع التميز وتنمية الطاقات الشبابية، من خلال إبرامها للشراكات المجتمعية مع المؤسسات المحلية الفاعلة في مجالات الإبداع والتميز.
 
 وحول الهدف من هذه الخطوة قال خورما هدفنا خلق بيئة مواتيه لفئات المجتمع لتظهر وتمارس ما لديها من إبداعات وطاقات متميزة، وذلك من خلال رعاية مشاريعها وبرامجها بالتعاون مع المؤسسات المتخصصة. وأضاف نأمل أن نتمكن من إعطاء الفرصة لأكبر عدد من الأطفال والشباب وكوادر المجتمع للاستفادة من هذه المشاريع التي سنرعاها.
 
 مهارات التفكير
 
 من جانبه قال رائد بدير مدير منتدى العلماء الصغار ان هدف المنتدى تشجيع مهارات التفكير المختلفة عند الاطفال وتعزيز الثقة لديهم بقدراتهم لدرجة تمكنهم من الابداع. وأضاف إن أسلوب المنتدى مبني على أساس إعطاء الأطفال فرص للاكتشاف من خلال الملاحظة والتجربة ومن ثم الابتكار والإنتاج.
 
 وقال د. وليد ديب رئيس إدارة منتدى العلماء الصغار لقد عملنا في ما مضى طويلا مع الممولين الأجانب، ولم نكن نعتقد أنه شركات القطاع الخاص الفلسطيني مستعدة لتمويل البرامج والنشاطات التي تقوم بها، ولهذا لم نطرق يوما باب هذه الشركات، ولكن مذكرة التفاهم التي وقعنا عليها مع الاتصالات لرعاية العديد من النشاطات لمدة عام كامل تثبت خطأ اعتقادنا السابق، ونحن سعداء بهذا التعاون الفلسطيني الفلسطيني ونشجع جميع الأطراف على الحذو بهذا الاتجاه.
 
 وأعلن د. عبد المالك الجابر رئيس المجلس التنفيذي للاتصالات الفلسطينية والذي حضر المؤتمر الصحفي الذي تم خلاله التوقيع على الاتفاقية أن الشركة ستركز خطواتها القادمة على دعم المناطق المحرومة والأقل حظا في فلسطين من خلال عدد من المشاريع التي تصب في نفس السياق، استكمالا لدعم الابداع والتميز والتعليم.
 
 زيادة عدد المراكز
 
 وأكد أن الاتصالات وبعد الاطلاع على الوضع الميداني في شمال الضفة والقطاع، قررت زيادة عدد مراكز تشجيع التفكير التي ستقيمها مع المنتدى، بحيث لا تقتصر على الأماكن التي شملت في مذكرة التفاهم فقط، وذلك لاعطاء الفرصة لأكبر عدد من أبناء المناطق المحرومة.
 
 وتنص مذكرة التفاهم التي وقعتها الاتصالات مع منتدى العلماء الصغار، على أن تدعم الشركة مشاريع التوسع في برامج المنتدى ، بحيث تفتح ثلاثة مراكز جديدة للمنتدى، فيما سيتم تجديد مركزين قديمين وذلك في كل من الخليل ، نابلس ، غزة و خانيونس ، و رام الله، وستركز البرامج التي سترعاها الاتصالات بالتعاون مع المنتدى على تشجيع التفكير الابداعي إضافة إلى العديد من النشاطات الأخرى التي تحفز الأطفال على الابتكار ، وتطور و تصقل مقدراتهم الذهنية.
 
 فيما ستقيم الشركة وبالتعاون من المنتدى أيضا ثلاثة مخيمات صيفية مخصصة لابناء العاملين في الاتصالات الفلسطينية ، ويطلق على هذه المخيمات اسم مخيمات الاستكشاف والتي يشارك فيها الأطفال في نشاطات مختلفة تهدف إلى تمكينهم من اكتشاف مواهبهم و هواياتهم .
 
 يذكر أن الاتصالات تعكف حالياً على دراسة فكرة إدخال خدمات شبكة المعلومات العامة إلى فلسطين Public Data Network ، الأمر الذي يساهم في خلق بيئة معلوماتية غنية، و يحفز على الابتكار و الإبداع